دراسة: تجربة نقل الروهينجا إلى جزيرة في بنغلادش تحولت إلى عبء مالي وإنساني

صورة تعبيرية لجزيرة بهاسان تشار مصممة بالذكاء الاصطناعي (صورة: Devdiscourse)
شارك

وكالة أنباء أراكان

كشفت دراسة جديدة، بقيادة البنك الدولي، أن خطة بنغلادش لنقل لاجئي الروهينجا من كوكس بازار إلى جزيرة بهاسان تشار لم تحقق أهدافها، بل أدت إلى تدهور أوضاعهم المعيشية وزيادة الأعباء المالية على الدولة والجهات المانحة.

وأظهر الدراسة، أن اللاجئين الروهينجا يعانون من سوء تغذية، تراجع في الصحة النفسية والجسدية، وانخفاض في الدخل، بينما بلغت تكاليف تشغيل الجزيرة ثلاثة أضعاف تكاليف إدارة المخيمات على البر.

وفق الدراسة، ينخفض استهلاك الغذاء لدى سكان الجزيرة بنسبة 44% مقارنة بمخيمات كوكس بازار، كما تراجعت تنوع الوجبات بنسبة 37% وعددها إلى النصف تقريباً، وجاءت معدلات المرض أعلى بـ17%، وأعراض الاكتئاب تكاد تتضاعف، أما جانب سبل العيش، فجاءت الأجور أقل بنحو 45%، فيما تظل الزراعة والصيد وتربية الماشية محدودة العائد بسبب التربة المالحة وضعف الوصول للأسواق، حتى المساعدات الإنسانية والتعليم والخدمات الصحية أقل انتظاماً وأضعف مستوى.

وتراوح الإنفاق السنوي للفرد على الجزيرة بين 1,350 و1,810 دولار، مقابل 430 إلى 580 في كوكس بازار، وكلفت المساعدات الغذائية ثلاثة أضعاف، وتضاعفت تكلفة المأوى والخدمات الأساسية، فيما بلغت تكلفة البنية التحتية التي أُنشئت للجزيرة حوالي 10,000 دولار للفرد، وهو ما يجعل النموذج مكلفاً وغير فعال.

كانت الخطة قد انطلقت بعد نزوح نحو مليون من الروهينجا عام 2017 إلى كوكس بازار إثر حملة عسكرية في ميانمار وُصفت بأنها إبادة جماعية، واستثمرت الحكومة البنغالية أكثر من 300 مليون دولار لتطوير الجزيرة بمنازل حديثة وطرق ممهدة وسواتر ضد الأعاصير بهدف استيعاب 100,000 لاجئ، وبحلول أبريل 2025، نُقل نحو 37,000 شخص، إلا أن النتائج جاءت مخيبة للآمال.

خلصت الدراسة إلى أن نموذج بهاسان تشار رغم نواياه الحسنة، أضر باللاجئين وزاد الضغط على الموارد، وأكد الباحثون، أن الحلول المستدامة تكمن في إدماج اللاجئين مع المجتمعات المضيفة، وتوفير فرص عمل وتعليم، بدل عزلهم في مستوطنات بعيدة ومكلفة.

وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا بمخيمات منطقة “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار في 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، وتفاقمت أوضاعهم بعد تجدد القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان الانفصالي في نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.