تحت ضوء لمبة واحدة.. مواليد الروهينجا الجدد يولدون في قلب أزمة إنسانية خانقة

مخيم "كوتوبالونغ" للاجئي الروهينجا في منطقة " كوكس بازار" ببنغلادش. (صورة: Takuya Takata)
مخيم "كوتوبالونغ" للاجئي الروهينجا في منطقة " كوكس بازار" ببنغلادش. (صورة: Takuya Takata)
شارك

وكالة أنباء أراكان

يعاني لاجئو الروهينجا في أكبر مخيم للاجئين في العالم من أزمة حادة تهدد حياة الأطفال والرضع بسبب نقص التمويل، الذي يعرقل عمل المرافق الصحية ويقلص المساعدات الغذائية الأساسية.

وفي المخيم 22، وُلد طفلان حديثا تحت ضوء لمبة واحدة تعمل بواسطة مولد احتياطي، على فرشة إسفنجية ممزقة الحواف، في غرفة ولادة مؤقتة استُخدمت لآلاف النساء اللواتي أنجبن هنا سابقاً، حسبما أعلنت صحيفة “ذا جارديان”.

وأصبح الرضع أصغر المقيمين في المخيم، الذي يعاني من عجز بنسبة 63% في تمويل المساعدات الإنسانية، وداخل الغرفة الضيقة الخالية من النوافذ، تنتظر نساء مثل رجومة، 30 عاماً، نتائج فحص ما قبل الولادة بقلق، ويعلمن أن ولادة أطفالهن ستزيد من الأعباء الغذائية للأسرة بعد سلسلة من التخفيضات في الحصص الغذائية هذا العام.

ويعيش اللاجئون تحت قيود صارمة تفرضها الحكومة البنغالية، تمنعهم من العمل أو كسب المال، ويجبر هذا الواقع الاعتماد على مساعدات غذائية محدودة، في حين يكافح الأطفال مثل “منصور”، الذي وُلد بوزن 1 كيلو فقط، للبقاء على قيد الحياة على الرغم من تلقيه الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام ومكملات فيتامين A، حيث لا يزال يعاني من سوء التغذية الحاد.

وتشير المرافق الصحية والتغذوية التابعة لـ”يونيسف” إلى أن عدد حالات سوء التغذية الحاد للأطفال دون سن الخامسة ارتفع بنسبة 11% في سبتمبر مقارنة بالعام الماضي، في ظل طوابير طويلة من النساء الحوامل والأمهات الحائرات للحصول على الغذاء والأدوية والمكملات الغذائية الأساسية.

ويؤكد الأطباء، أن استمرار نقص التمويل سيؤدي إلى تفاقم الأزمة، مع احتمال وفاة المزيد من الأطفال إذا لم يتم توفير الدعم المنقذ للحياة.

كما أثر نقص التمويل على المرافق الصحية، حيث اضطرت 48 منشأة صحية للإغلاق أو تقليص خدماتها بشكل كبير، وفقاً لما ذكره متحدث باسم لجنة الإنقاذ الدولية.

ويقول دافيدي تزابا، رئيس المساعدات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي في بنغلادش: «لا يعتمد لاجئو الروهينجا في بنغلادش على المساعدات برغبتهم، تراجع تمويل المساعدات الإنسانية اليوم لا يُنتج إلا أزمات الغد”. ويضيف أن استمرار نقص الدعم سيجعل البقاء على قيد الحياة بالنسبة للأطفال والرضع يعتمد بشكل كامل على التمويل الخارجي.

ومع استمرار القتال والعنف في ميانمار، أصبح الأمل في العودة الآمنة شبه معدوم، تاركاً هؤلاء اللاجئين على حافة هاوية تمويل حقيقية.

وتاريخياً، واجه الروهينجا موجات من العنف منذ حملة “الملك التنين” عام 1977، التي أدت إلى فرار حوالي 200,000 شخص إلى بنغلادش، وتوفي أكثر من 10,000 شخص جوعاً في المخيمات الأولى بسبب رفض العودة إلى ميانمار.

واليوم، ومع تضاؤل المساعدات الإنسانية، يواجه الأطفال والنساء والرجال الروهينجا احتمالاً حقيقياً بأن يتم التغاضي عن حياتهم مرة أخرى.

وتستضيف بنغلادش قرابة 1.3 مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.