وكالة أنباء أراكان
أدت التخفيضات في المساعدات الأمريكية والخارجية إلى تدهور شديد في حياة أطفال الروهينجا في مخيمات بنغلادش، حيث تعرض المئات منهم للاختطاف، والزواج القسري، واستغلال العمل القسري، بالتزامن مع إغلاق المدارس والبرامج التعليمية، ما جعلهم أكثر عرضة للاستغلال.
ومنذ يناير وحتى منتصف نوفمبر، تضاعف عدد حالات اختطاف الأطفال أكثر من 4 مرات مقارنة بالعام الماضي، وسجلت حالات تزويج الأطفال زيادة بنسبة 21%، وعمالة الأطفال بنسبة 17%، وفق بيانات يونيسف، فيما تشير تقارير إلى أن أرقام الانتهاكات الفعلية قد تكون أعلى من الموثقة.
ووفقاً لموقع “AP News”، فإن قصة حسينة (17 عاماً)، تجسد هذه الأزمة، وبعد قتل والدها في ميانمار عام 2017 وهروبها مع والدتها وأخواتها إلى المخيم، كانت المدرسة ملاذها الآمن وحماية من الزواج القسري.
لكن في يونيو، توقف تمويل المدرسة فجأة، مما أنهى تعليمها وطفولتها، وأدى إلى تزويجها القسري، حيث تقول حسينة: “كنت أحلم بأن أصبح شيئاً، وأن أعمل من أجل المجتمع لقد دُمّرت حياتي”.
ويتفاقم الوضع في المخيمات المكتظة، حيث يعيش نحو 600,000 طفل بين مساكن من الخيزران والمشمع، مع نقص في التعليم والرعاية الصحية والتغذية والمياه والصرف الصحي.
هذا النقص أجبر بعض الأطفال، مثل “محمد عرفان” (10 سنوات) على العمل في بيع الوجبات الخفيفة أو جمع البلاستيك المهمل، معرضاً نفسه للإصابة والأمراض.
وأدى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيض تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى خفض التمويل الأمريكي لجهود الاستجابة الطارئة لأزمة الروهينجا إلى النصف تقريباً، ما جعل نسبة تغطية التمويل الإجمالي لا تتجاوز 50% لعام 2025.
هذا الانخفاض تسبب في إغلاق المدارس والبرامج التعليمية، ما دفع مئات الفتيات القاصرات إلى الزواج، وأجبر الأطفال على العمل، وزاد من تعرضهم للمتاجرة بالبشر.
بالإضافة إلى ذلك، دفعت الظروف العسيرة بعض الأطفال إلى مغامرات خطرة مثل الهجرة بالقوارب، ما أدى إلى فقدان أو وفاة أطفال من الروهينجا الذين حاولوا مغادرة بنغلادش هذا العام.



