انتحار فتاة روهنجية بمخيمات بنغلادش في ظروف غامضة

أحد مخيمات لاجئي الروهينجا في منطقة "كوكس بازار" في بنغلادش (صورة: npr)
أحد مخيمات لاجئي الروهينجا في منطقة "كوكس بازار" في بنغلادش (صورة: npr)
شارك

وكالة أنباء أراكان | خاص

انتحرت طفلة من الروهينجا (12 عاماً) تُدعى “آياشا صديقه آغا” داخل مأواها في مخيم 8W (القطاع الفرعي A-46) بمنطقة كوكس بازار، مساء الخميس، ما أثار الصدمة والحزن بين أسرتها وأبناء المجتمع.

انتحار فتاة روهنجية بمخيمات بنغلادش في ظروف غامضة
الطفلة آياشا التي انتحرت داخل مأواها بمخيمات كوكس بازار في بنغلادش (صورة: ANA)

وأكد شهود، لـ”وكالة أنباء أراكان”، أن الحادث وقع نحو الساعة 11:30 ليلاً، حيث وُجدت الطفلة جثة هامدة داخل المأوى، في وقت ما تزال دوافع الانتحار غير واضحة.

وعُرفت “آياشا”، باجتهادها الدراسي وطموحها، لتجسد تطلعات الفتيات الروهنجيات في المخيمات، غير أن رحيلها المفاجئ ألقى الضوء على الضغوط النفسية الهائلة التي يعاني منها الأطفال والشباب وسط ظروف النزوح القاسية.

ووصف أبناء المجتمع الحادثة بأنها “خسارة مفجعة”، ودعوا إلى تعزيز خدمات الدعم النفسي والاجتماعي داخل المخيمات، خاصة للأطفال والمراهقين الذين يعيشون صدمات التهجير وغياب الفرص.

ويعاني الروهينجا في المخيمات من اكتظاظ شديد وفقر مدقع وانعدام اليقين بشأن المستقبل، فيما يؤكد ناشطون أن غياب الرعاية النفسية يشكل عاملاً رئيسياً في تزايد الأزمات الإنسانية.

ويُعد انتحار الطفلة “آياشا” تذكيراً مأساوياً بضرورة توفير التعليم والرعاية والحماية لأطفال الروهينجا، إلى جانب الدعم النفسي الذي يضمن لهم حياة أكثر أمناً واستقراراً.

وفي مايو الماضي، عُثر على شاب من الروهينجا يدعى “شافي علام” البالغ من العمر 27 عاماً، مشنوقاً داخل مأواه في مخيم 2W للاجئين في بنغلادش، في واقعة يشتبه بأنها انتحار ناجم عن ضغوط نفسية شديدة، بعد أن أقدمت سيدة وهي أم لأربعة أطفال، على الانتحار بتناولها السم داخل أحد المخيمات بمنطقة أوخيّا في أبريل الماضي.

وتشير التقارير المتوفرة إلى أن حالات الانتحار بين اللاجئين الروهينجا في مخيمات بنغلادش تُمثل مصدر قلق متزايد، إلا أن البيانات الإحصائية الدقيقة حول معدلات الانتحار لا تزال محدودة.​

ووفقاً لمراجعة شاملة نُشرت في مجلة “Intervention”، يُلاحظ أن اللاجئين الروهينجا يعانون من مستويات مرتفعة من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، والاكتئاب، والأفكار الانتحارية.

وتُعزى هذه المشكلات إلى تعرضهم لصدمات شديدة في ميانمار، بالإضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة في المخيمات، مثل الازدحام، والبطالة، وانعدام الأمان، والعنف المتزايد.​

وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا بمخيمات منطقة “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار في 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، وتفاقمت أوضاعهم بعد تجدد القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان الانفصالي في نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.