وكالة أنباء أراكان
كشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن السلطات الهندية بدأت بترحيل مسلمين قسراً، بينهم مواطنون هنود، إلى بنغلادش وميانمار عقب هجوم مسلح وقع في كشمير في أبريل الماضي وأدى إلى مقتل عدد من السياح.
وقالت المنظمة في تقرير جديد، إن أكثر من 1,500 شخص، من بينهم نحو 100 لاجئ من الروهينجا، تم ترحيلهم بين 7 مايو و15 يونيو دون اتباع أي إجراءات قانونية أو أوامر قضائية.
وأوضحت أن من بين المُرحّلين “مصطفى كمال شيخ”، وهو مواطن هندي من مومباي (52 عاماً)، احتُجز رغم حمله بطاقات هوية رسمية، ونُقل إلى الحدود مع بنغلادش قبل أن يُسمح له بالعودة بعد انتشار مقاطع فيديو لعملية الترحيل على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما شملت الحملة، لاجئي الروهينجا في نيودلهي، حيث أفاد أحدهم ويدعى “نور العالم”، بأن الشرطة أخذت عائلته لإجراء “تحقق بيومتري” ولم تعد منذ ذلك الحين، قبل أن يتلقى اتصالاً من شقيقه في ميانمار يخبره أنهم أُجبروا على القفز في البحر قرب الساحل وتم إنقاذهم من قبل صيادين محليين.
ووصفت منظمات حقوقية الخطوة بأنها جزء من حملة أوسع تقودها حكومة رئيس الوزراء “ناريندرا مودي”، ذات التوجه القومي الهندوسي، لاستهداف المسلمين واللاجئين الأجانب تحت ذريعة مكافحة “المتسللين غير الشرعيين”.
ويرى محللون، أن عمليات الترحيل تهدف إلى صرف الأنظار عن فشل الحكومة في تحديد منفذي هجوم كشمير، فضلاً عن تأجيج المشاعر المعادية للمسلمين قبل الانتخابات المحلية المقبلة.
ولم تصدر وزارة الداخلية الهندية أي تعليق رسمي على التقارير الحقوقية التي وثّقت عمليات الترحيل القسري حتى الآن.
وكانت السُلطات البنغلادشية، قد أعلنت في وقت سابق، ارتفاع عدد الأشخاص الذين أبعدتهم قوات حرس الحدود الهندية (BSF) إلى داخل بنغلادش منذ مايو حتى سبتمبر، إلى ما لا يقل عن 2,219 شخصاً بينهم 212 لاجئاً من الروهينجا منهم 50 شخصاً كانوا مسجلين بالفعل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الهند.
وتستمر السلطات الهندية في ملاحقة لاجئي الروهينجا ومن يعاونهم داخلياً على دخول البلاد والعيش فيها إذ لا تعترف بهم كلاجئين رغم حملهم بطاقات مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين UNHCR، ولا تعد الهند بين الدول الموقعة على اتفاقية اللاجئين.
وفر ما يزيد على مليون من الروهينجا من ولاية أراكان غربي ميانمار خلال السنوات الماضية بعدما شن جيش ميانمار حملة إبادة جماعية ضدهم في عام 2017، وأطلقت ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) حملة عسكرية للسيطرة على الولاية في نوفمبر 2023 طالتهم أيضاً بالعنف والتهجير والتجنيد القسري، ويعيش أغلبهم في مخيمات بنغلادش المكدسة فيما تسعى أعداد منهم للانتقال إلى بلدان أخرى بحثاً عن ظروف حياتية أفضل.