وكالة أنباء أراكان
عُثر على شاب من الروهينجا يدعى “شافي علام” البالغ من العمر 27 عاماً، مشنوقاً داخل مأواه في مخيم 2W للاجئين في بنغلادش، الخميس، في واقعة يشتبه بأنها انتحار ناجم عن ضغوط نفسية شديدة.
وذكرت مصادر محلية، أنه جرى العثور على “شافي” مشنوقاً بحبل نايلون من سقف مأواه في القطاع الفرعي D-13 عند الساعة 12:35 منتصف الليل، فيما أبلغ السكان المحليون القادة والسلطات المعنية فور وقوع الحادثة، ومن المتوقع أن تفتح تحقيقات رسمية.
وقالت والدته: “كان يتصرف بغرابة خلال اليومين الماضيين، يتجول بلا هدف ويتحدث مع نفسه، وقال البعض إن شخصاً ما عمل سحراً له، ومنذ ذلك الحين فقد توازنه العقلي”، حسبما أعلن موقع “روهينجا خبر”.
ويعتقد سكان المخيم، أن الصدمات النفسية الطويلة كانت وراء هذه المأساة، حيث يعاني العديد من الشباب في المخيم من مشكلات نفسية دون تلقي الدعم اللازم.
وسلّط الحادث الضوء على الحاجة الملحة لتوفير خدمات الصحة النفسية في المخيمات التي يعيش فيها أكثر من مليون روهنجي في ظروف صعبة، وسط نقص كبير في برامج الدعم والرعاية النفسية.
وقال أحد الجيران: “الشباب يعانون في صمت، ولا يوجد من يسمعهم أو يدعمهم، الضغط أكبر من طاقتهم”
وناشد سكان المخيم، المنظمات الإنسانية التركيز على دعم الصحة النفسية المجتمعية، خاصة لفئة الشباب المعرضة للانهيارات النفسية.
في أبريل الماضي، أقدمت سيدة من الروهينجا على الانتحار، وهي أم لأربعة أطفال، بتناولها السم داخل أحد المخيمات بمنطقة أوخيّا التابعة لكوكس بازار في بنغلادش.
وتشير التقارير المتوفرة إلى أن حالات الانتحار بين اللاجئين الروهينجا في مخيمات بنغلادش تُمثل مصدر قلق متزايد، إلا أن البيانات الإحصائية الدقيقة حول معدلات الانتحار لا تزال محدودة.
ووفقاً لمراجعة شاملة نُشرت في مجلة “Intervention”، يُلاحظ أن اللاجئين الروهينجا يعانون من مستويات مرتفعة من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، والاكتئاب، والأفكار الانتحارية.
وتُعزى هذه المشكلات إلى تعرضهم لصدمات شديدة في ميانمار، بالإضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة في المخيمات، مثل الازدحام، والبطالة، وانعدام الأمان، والعنف المتزايد.
وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا بمخيمات منطقة “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار في 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، وتفاقمت أوضاعهم بعد تجدد القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان الانفصالي في نوفمبر 2023.