وكالة أنباء أراكان| خاص
أُصيب طفلان بجروح متفاوتة ونزحت عشرات العائلات، ليلة أمس، إثر حريق هائل التهم مخيم “24” للاجئين الروهينجا في كوكس بازار ببنغلادش، وخلَف الحريق دماراً واسعاً في الممتلكات والمرافق التعليمية.
وأفاد مراسل “وكالة أنباء أراكان” أن الحريق الذي اندلع في وقت متأخر من الليل أدى إلى تفحم نحو 50 ملجأً بالكامل، وتضرر عدد من الخيام المجاورة، مما ترك العائلات في العراء بعد فقدان كافة أمتعتهم من غذاء وكساء ووثائق رسمية.
وقال المراسل أن الدمار طال مركزين تعليميين وعدداً من الكتاتيب القرآنية، مما وجه ضربة قاسية للخدمات التعليمية المحدودة في المخيم.
ونُقل الطفلان المصابان إلى المركز الطبي الإداري لتلقي العلاج الطارئ، فيما لم تُسجل حالات وفاة حتى الآن، رغم فداحة النيران التي انتشرت بسرعة كبيرة بسبب المواد سريعة الاشتعال التي تُبنى منها الملاجئ.
وكان الحريق قد اشتعل حوالي الساعة العاشرة مساء أمس الأحد، وتشير المعطيات الأولية إلى أن الحادث نجم عن عمليات طهي الطعام الليلية، وهو خطر دائم يهدد المخيمات المكتظة.
وتكاتفت جهود المتطوعين وفرق الطوارئ للسيطرة على الحريق ومنع وقوع كارثة أكبر في القطاعات المجاورة، كما أطلقت العائلات المنكوبة نداءات استغاثة لتوفير المأوى والغذاء والرعاية الطبية والنفسية العاجلة.
وتؤكد هذه الحادثة مرة أخرى على الحاجة الماسة لتعزيز إجراءات السلامة وتوفير وسائل طهي آمنة داخل المخيمات لتجنب تكرار هذه المآسي الإنسانية.
ويعيش في هذه المخيمات أكثر من مليون لاجئ من عرقية الروهينجا، يشكّلون أكبر تجمع للاجئين في موقع واحد بالعالم.
وتعود موجة اللجوء الأكبر إلى أغسطس 2017، حين فرّ مئات الآلاف من ولاية أراكان غربي ميانمار عقب حملة عسكرية شنّها جيش ميانمار، ووصفتها الأمم المتحدة ومنظمات دولية بأنها تطهير عرقي وإبادة جماعية.
ومنذ ذلك الحين، يعيش اللاجئون في مخيمات مكتظة وسط أوضاع إنسانية هشّة، معتمدين بشكل شبه كامل على المساعدات الدولية، في ظل غياب أي حل سياسي يضمن عودتهم الآمنة والطوعية والكريمة إلى ديارهم.
