وكالة أنباء أراكان | خاص
يعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في أكبر مخيم للاجئين في العالم ببنغلادش، بينهم آلاف الأطفال الذين لم يروا وطنهم ميانمار قط، لكنهم يحملون اسمه في أعماق قلوبهم. حيث يعيش الأطفال حياة مليئة بالتحديات اليومية، ويواجهون مخاطر مستمرة مثل الانهيارات الأرضية، الحرائق، الفيضانات، انتشار الأمراض، بينما التعليم محدود والفرص قليلة لتحقيق أحلامهم.
ويقول الطفل “كريم” (10 سنوات)، وعيناه مليئتان بالدموع: “لا أريد البقاء هنا، أريد العودة إلى الوطن”، وقد وُلد كريم في المخيم، لكن والدته ما زالت تتذكر قريتهم في مونغدو، ورائحة حقول الأرز، وصوت الصلوات المسائية، وسكينة ما قبل موجة العنف التي أجبرت الروهينجا على الفرار في عام 2017، وسط عمليات قتل وحرق قرى واسعة.
ويعيش العديد من اللاجئين على حافة التلال الشديدة الانحدار، حيث يمكن أن تغمر الأمطار الغزيرة ملاجئهم المصنوعة من الخيزران والقماش المشمع في دقائق معدودة، ورغم هذه الظروف القاسية، يتمسكون بالأمل ويحاولون الحفاظ على روحهم وهويتهم.
ويعمل المجتمع الروهنجي على تعليم أطفالهم لغتهم، وتقاليدهم، ودينهم، مؤكدين على هويتهم التي يحاولون الحفاظ عليها رغم صعوبة الحياة، ويقول أحد الشيوخ: “نحن روهينجا، قد ينسانا العالم، لكننا لن ننسى من نحن”.
ويأمل الروهينجا في العودة إلى أراكان، لإعادة بناء قراهم والعيش بأمان وكرامة، بعيداً عن حياة الاعتماد على المساعدات الإنسانية، وحتى يتحقق ذلك يبقى قلبهم معلقاً بوطنهم، بينما أجسادهم تعيش في مخيم بنغلادش، وأرواحهم تتجول في الأرض التي كانوا يسمونها وطناً.


