وكالة أنباء أراكان | خاص
يواجه أطفال الروهينجا في مخيمات كوكس بازار ببنغلادش تحدياً يومياً يتمثل في البحث عن الوقود للطهي، في ظل نقص أسطوانات غاز البترول المسال (LPG) التي توزعها المنظمات الإنسانية، ما يدفع كثيرين منهم إلى جمع الحطب من الغابات والتلال المحيطة بالمخيم.
ويحذر عاملون إنسانيون، من أن هذه الممارسات تعرّض الأطفال لإصابات ومضايقات وخطر مواجهة الحيوانات البرية، فضلاً عن إسهامها في إزالة الغابات وتدهور البيئة المحلية، كما أن غياب إمدادات الغاز بانتظام يجبر الأسر على المفاضلة بين الانتظار الطويل للحصول عليه أو إرسال أطفالها في مهام شاقة وخطرة.
ويؤكد معلمون في المخيم، أن هذا الوضع يؤثر مباشرة على تعليم الأطفال، إذ يضطر كثيرون إلى التغيب عن فصول التعلم المؤقتة لقضاء ساعات في جمع الحطب أو الوقوف في طوابير للحصول على الغاز، وهو ما ينعكس بشكل خاص على الفتيات اللواتي يكلفن أكثر بالأعمال المنزلية.
ورغم أن إدخال الغاز ساعد في خفض المخاطر الصحية الناتجة عن استنشاق الدخان وقلّل التوتر مع المجتمعات المضيفة بشأن استغلال الغابات، إلا أن نظام التوزيع لا يزال هشاً ويعاني من تأخيرات وارتفاع في الطلب.
ويقول متطوعون، إن الوضع يجسد التناقض بين ما تحقق من تقدم وما تبقى من فجوات كبيرة في تلبية احتياجات اللاجئين، مؤكدين أن “كل طفل يستحق أن يكون في المدرسة، لا في الغابة حاملاً فأساً”.
ويعيش في بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا بعدما فروا من ميانمار جراء تعرضهم لحملة إبادة جماعية شنها جيش ميانمار ضدهم عام 2017، فيما تزايدت موجات نزوحهم بعد تجدد القتال بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في نوفمبر 2023، وهو القتال الذي طالهم بالعنف والتهجير والتجنيد القسري.