الغارات الجوية في ميانمار تجبر الطلاب على الدراسة في مدارس تحت الأرض

مقاتلتان تابعتان لجيش ميانمار أثناء إجراء تدريب (صورة: Myanmar Now)
شارك

وكالة أنباء أراكان

اضطر مئات الطلاب في ميانمار إلى مواصلة تعليمهم داخل مدارس مبنية تحت الأرض بعد تصاعد الغارات الجوية التي يشنها جيش ميانمار على المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين وتدمير عدد من المدارس، بحسب تقارير حقوقية.

وذكر موقع “Mizzima” أن جيش ميانمار نفذ أكثر من 1000 غارة جوية وبالطائرات المسيّرة خلال موسم الأمطار من مايو إلى سبتمبر هذا العام، ما أسفر عن مقتل أكثر من 800 شخص، بينهم طلاب ومعلمون.

جاء ذلك بعد أن دمّرت إحدى الضربات مدرسة في شمال البلاد في يونيو الماضي، وأودت بحياة 20 طالباً ومعلمين اثنين، ما دفع الأهالي إلى إنشاء فصول دراسية مؤقتة داخل ملاجئ خرسانية تحت الأرض لحماية أبنائهم من القصف.

وقالت الطالبة فيو فيو (18 عامًا)، وهي تدرس في أحد هذه الملاجئ شمال مدينة ماندالاي: “كانت أيامنا الدراسية مليئة بالمرح، لكن منذ بدأت الغارات الجوية فقدنا سعادتنا وأصبح الطلاب صامتين”.

ويرى محللون، أن المجلس العسكري يستخدم الضربات الجوية لتعويض خسائره في المعارك البرية أمام الفصائل المسلحة، مستعيناً بطائرات صينية وروسية الصنع.

وبحسب المراقبين، يهدف جيش ميانمار إلى استعادة السيطرة على أراضٍ قبل الانتخابات المقررة في 28 ديسمبر المقبل، بينما تصف المعارضة هذه الانتخابات بأنها محاولة لتجميل استمرار الحكم العسكري.

ورغم بناء الملاجئ، لا يزال الخوف يسيطر على السكان. وقالت السيدة خين تينت (67 عاماً): “أحياناً أشعر أنني ميتة بالفعل، لكن قلبي لا يزال ينبض من الخوف”.

ويؤكد ناشطون، أن استمرار القصف العشوائي ضد المدارس والأديرة والمدنيين يعكس استخدام الجيش للخوف كسلاح لردع الدعم الشعبي للمقاومة، وسط حرب أهلية مستمرة منذ انقلاب فبراير 2021.

وتعصف الاضطرابات بميانمار منذ انقلاب الجيش على السلطة في عام 2021، ما أشعل فتيل الصراع والحرب الأهلية التي وقع المدنيون ضحايا لها، إذ أدى الصراع إلى نزوح قرابة 3.5 مليون شخص، إضافةً إلى مقتل وإصابة واعتقال عشرات الآلاف، فيما قدرت منظمة الأمم المتحدة أن نحو 20 مليون شخص، أي قرابة ثلث السكان، سيحتاجون للمساعدات الإنسانية في عام 2025.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.