“هيومن رايتس ووتش”: جيش أراكان ارتكب انتهاكات جسيمة بحق الروهينجا

أسرة روهنجية لاجئة في مخيمات بنغلادش بعد فرارها من ولاية أراكان غربي ميانمار في عام 2024 (صورة: HRW)
أسرة روهنجية لاجئة في مخيمات بنغلادش بعد فرارها من ولاية أراكان غربي ميانمار في عام 2024 (صورة: HRW)
شارك

وكالة أنباء أراكان

أكدت منظمة “هيومان رايتس ووتش” في تقرير حديث لها أن جيش أراكان ارتكب انتهاكات جسيمة بحق شعب الروهينجا في ولاية أراكان غربي ميانمار شملت التمييز والنهب والاعتقال والتجنيد والعمل القسريين.

وذكرت المنظمة أن سيطرة جيش أراكان على المزيد من مساحة ولاية أراكان كانت مصحوبة بفرض مزيد من القيود وعمليات النهب والاعتقال القسري وسوء المعاملة والعمالة القسرية والتجنيد القسري وغيرها من الانتهاكات بحق الروهينجا.

وقالت مديرة المنظمة في آسيا “إلين بيرسون” إن جيش أراكان يرتكب سياسات قمع ضد الروهينجا مشابهة لتلك التي فرضت عليهم لفترة طويلة من قبل جيش ميانمار، مضيفةً أنه ينبغي على جيش أراكان إنهاء ممارساته المسيئة والامتثال للقانون الدولي.

كما أكدت أنه على الجهات المانحة والحكومات المؤثرة بذل المزيد من الجهود لحماية شعب الروهينجا، بما في ذلك حقهم في السلامة والحرية سواء في ميانمار أو بنغلادش، إضافةً إلى الضغط على جيش أراكان لاحترام حقوق جميع المجتمعات في ولاية أراكان.

ولفت التقرير إلى إنه رغم تعهد جيش أراكان بحكم شامل وعادل في المناطق التي استولى عليها من جيش ميانمار إلا أن روهنجيين التقت بهم المنظمة أكدوا أن الحياة تحت حكمه “قاسية ومليئة بالقيود وفرض قوانين وممارسات تمييزية”.

شهادات حية

عدد من جنود جيش أراكان المتمركزين في مدينة "بوثيدونغ" بولاية أراكان (صورة: AA Info Desk)
عدد من جنود جيش أراكان المتمركزين في مدينة “بوثيدونغ” بولاية أراكان (صورة: AA Info Desk)

أجرت المنظمة في الفترة ما بين أبريل الماضي وحتى يوليو الجاري مقابلات مع 12 لاجئ روهنجي ممن فروا من مدينة “بوثيدونغ” في ولاية أراكان إلى بنغلادش المجاورة حديثاً، أكدوا خلالها أن الحياة في ظل جيش أراكان كانت شديدة الصعوبة وتعرضوا خلالها لسلسلة طويلة من الانتهاكات والتمييز بحقهم.

وقال لاجئ روهنجي عمره 62 عاماً إن الحياة في ظل جيش أراكان كانت مقيدة بشكل بالغ وأنه لم يكن يسمح للروهينجا بالعمل أو الصيد أو الزراعة دون إذن، مضيفاً أن السكان واجهوا نقصاً حاداً في الغذاء.

كما روى لاجئ مسن آخر أن التنقل بين القرى كان مقيداً بشدة وتطلب تصاريح نادراً ما تمكن السكان من الحصول عليها، وقال آخرون أن التصاريح كلفتهم ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف كيات (1.4 إلى 2.4 دولاراً أمريكياً) واحتاجت توقيعات مسؤولين عديدين وكانت مدتها يوم واحد فقط، كما طبق جيش أراكان حظر تجوال قاسي تم خلاله اعتقال الأشخاص لأماكن غير معلومة.

وقال لاجئ ثالث “كنت عاملاً أؤدي أي عمل يعرض علي من قبل جيش أراكان، في البداية كانوا يدفعون لنا نصف أجر اليوم السابق، لكنهم توقفوا عن دفع أجورنا لاحقاً”، كما أكد آخرون أن جيش أراكان صادر الأراضي الزراعية والمنازل والماشية وحتى المقابر، وقد قال رجلان من “بوثيدونغ” إن جيش أراكان هدم مقبرتهما في مايو وأمرهما باستخدام حقول الأرز لدفن الموتى.

كما أكد ثلاثة لاجئين أنهم فروا لحماية أبنائهم بمن فيهم الأطفال من التجنيد القسري من قبل جيش أراكان، وقال أحدهم إن ابنه قد اختير للتجنيد من قبل مسؤول جيش أراكان بقريته، وتابع “عشت في خوف دائم وهم يحاولون إجباره على الانضمام، إنهم يستهدفون أطفال الأسر الفقيرة، كان ابني مرعوباً من التجنيد وفر من القرية قبل 45 يوماً وهو مفقود منذ ذلك الحين”.

فرار أعداد من الروهينجا من مدينة "بوثيدونغ" في أراكان باتجاه الحدود مع بنغلادش، 28-2-2025 (صورة: سيف الأراكاني)
فرار أعداد من الروهينجا من مدينة “بوثيدونغ” في أراكان باتجاه الحدود مع بنغلادش، 28-2-2025 (صورة: سيف الأراكاني)

اعتقل جيش أراكان الرجل عندما لم يتمكنوا من العثور على ابنه واحتجزوه لمدة 35 يوماً، وقال “كانوا يضربونني باستمرار، ولم يطلق سراحي إلا بعد أن وعدتهم بإحضار ابني إليهم، وعندما لم يظهر أحرق جيش أراكان منزل العائلة”، كما أكد أنه لم يكن أمامه خيار سوى الفرار إلى بنغلادش.

ونقل التقرير عن لاجئين أن جيش أراكان أساء معاملة الروهينجا بشدة بسبب الاشتباه في تعاونهم مع جيش ميانمار أو جماعات روهنجية مسلحة، وقال واحد ممن اعتقلوا بتلك التهمة “اتهموني بالعمل مع الجيش، اعتقلوني بمركز الشرطة واعتدوا علي بالضرب وما زلت أعاني من صعوبة في المشي”، وتابع أنه غالباً ما يتم إرسال الروهينجا إلى الخطوط الأمامية كدروع بشرية وإذا قاوم أحد فيتعرض للضرب والاعتداء.

وأكد التقرير أن القيود التي فرضها جيش أراكان على سبل العيش والزراعة، بالإضافة إلى الابتزاز والأسعار الباهظة، أدت إلى تفاقم النقص الحاد في الغذاء الناجم عن حصار المجلس العسكري، لافتاً إلى جيش أراكان تعاون أيضاً مع جماعات تهريب البشر وأن لاجئون قالوا إنهم دفعوا ما بين 800 ألف إلى 1.25 مليون كيات (380 إلى 595 دولاراً أمريكياً).

وتعد ولاية أراكان مسرحاً للقتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان الذي شن حملة عسكرية واسعة في نوفمبر 2023 بهدف السيطرة عليها، وتسبب القتال في نزوح أعداد كبيرة من الروهينجا داخلياً وخارجياً باتجاه بنغلادش، إذ يقعون بين رحى الصراع ويستهدفون بالانتهاكات من الجانبين، لا سيما حملة الإبادة التي استهدفهم بها جيش ميانمار في عام 2017 والتي دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش المجاورة.

ويعيش في بنغلادش حالياً ما يزيد عن مليون لاجئ من الروهينجا ممن فروا من حملة الإبادة الجماعية من قبل جيش ميانمار، كما تجددت موجات نزوحهم في أعقاب تنامي سيطرة جيش أراكان على الولاية واستهدافهم بالانتهاكات والتمييز ضدهم.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.