وكالة أنباء أراكان
ذكرت مصادر محلية، أن ميليشيات أراكان (البوذية الانفصالية) تقوم حالياً، بإنشاء مستوطنات جديدة على أراضٍ كانت ملكاً للروهينجا، إضافة إلى إعادة توزيع الأراضي الزراعية المملوكة لهم في بلدات بوثيدونغ ومونغدو.
وأفاد موقع “أركان الآن” بأن قرية راخينية جديدة تضم أكثر من 90 منزلاً قد بُنيت بين قريتي الروهينجا “يوت نيو تاونغ” و”يو هلا باي” في بلدة بوثيدونغ.
كما تم إنشاء مستوطنة أخرى تضم أكثر من 100 منزل في قرية الروهينجا الشمالية “سين أوه بايين يوار غيي (ساو بارانغ)”، مع إعادة توطين عائلات راخينية من مناطق أخرى.
وذكر موقع “Development Media Group” أن ميليشيات أراكان تخطط لإنشاء مستوطنات راخينية جديدة على طول الطريقين الشمالي والجنوبي لبلدة مونغدو، تشمل إعادة توزيع الأراضي والموارد للعائلات الراخينية القادمة.
وقال أحد سكان مونغدو لـ “وكالة أنباء أراكان”: “تم استدعاء عائلات راخينية من بنغلادش ومناطق أخرى إلى مونغدو، وتخصيص قرى جديدة لهم وعدد من الأراضي الزراعية التي كانت مملوكة للروهينجا بالفعل”.
وتبدو هذه التطورات متوافقة مع ما يُعرف بـ”خارطة طريق راخيتا” الخاصة بميليشيات أراكان، والتي تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية وتقليص وجود السكان المسلمين.
وقال الناشط السياسي “ناي سان لوين”: “إن الاستيلاء المنهجي على الأراضي ليس مجرد سرقة بل جزء أساسي من عمليات الإبادة الجماعية”.
وفي شمال مونغدو، أفاد السكان بأن الطريق الممتد من مقر “كيي كان بايين” مروراً بـ”كيين تشاونغ” حتى “طونغ بيو رود” يتم تحضيره لتوطين كامل من قبل المجتمعات الراخينية الجديدة، حيث تضم المنطقة معظم القرى، وأحواض الأسماك، والحقول الزراعية التي كانت مملوكة للروهينجا.
وتشير المعلومات التاريخية إلى أن المخاوف من التغييرات الديموغرافية ليست جديدة، ففي 2018، ظهر “توان مور نايغ”، شقيق “توان مرات نايغ” ورئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والتنموية (HDCO) التابع لما يسمى “جيش التحرير الوطني”، في فيديو مسرب يوضح استراتيجية للاستيلاء على أراضي الروهينجا، تضمنت تهجيرهم أولاً ثم إعادة توطين المجتمعات الراخينية تدريجياً.
وأظهرت تقارير “وكالة أنباء أراكان” أن العديد من المناطق التي يُعاد توطينها حالياً كانت قرى روهينجية تم حرقها وتدميرها خلال حملة الجيش في 2017، إضافة إلى القرى التي أُفرغت من سكانها خلال سيطرة ميليشيات أراكان على بوثيدونغ ومونغدو في 2024.
وحذر مراقبون حقوقيون من أن إنشاء مستوطنات جديدة على أراضٍ مملوكة للروهينجا وإعادة توزيع الأراضي الزراعية، ينتهك التدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية، ويعيق جهود إعادة اللاجئين مستقبلاً.
يُذكر أن ميليشيات أراكان استولت على معظم مناطق ولاية أراكان، بما في ذلك مونغدو وبوثيدونغ في 2024، ومنذ ذلك الحين تم توثيق حوادث عدة تتعلق بالاختطاف التعسفي، والقتل خارج نطاق القانون، ومصادرة الأراضي، والتهجير القسري، وإعادة هيكلة قرى الروهينجا.

