وكالة أنباء أراكان | خاص
أبلغت ميليشيات أراكان (البوذية الانفصالية)، خلال اجتماع عُقد في 6 ديسمبر الجاري، عدداً من النازحين الروهينجا من قرية “كيا كيات بيت كان بين” التابعة لقرى “تات يا” في بوثيدونغ بولاية أراكان، أنهم لن يُسمح لهم بالعودة إلى قراهم ما لم يدفعوا مبلغ 3 آلاف لكات ميانمارية.
وقال بعض الأهالي الذين حضروا الاجتماع إن ما سمعوه كان بمثابة صدمة حقيقية أنهت ما تبقى لديهم من أمل في العودة إلى منازلهم.
وأوضح أحد القرويين لموقع”أراكان الآن” أن مسؤولي الميليشيات أبلغوهم بأن دفع المبلغ لا يعني السماح للأسر بالعودة إلى منازلهم الأصلية، إذ لن يُسمح لهم بالعيش في بيوتهم المحروقة أو أراضيهم السابقة.
وبحسب شهادة القروي، كشفت الميليشيات عن خطتها الجديدة للمنطقة، حيث تعتزم جلب جرافات لتسوية تلال “تات يا”، ووضع النازحين على مساحات صغيرة مستوية لا تتجاوز 40 إلى 50 متراً مربعاً لكل أسرة.
وستقوم المليشيات بترتيب هذه المساحات على نمط يشبه المخيم، بحيث يكون البناء مسموحاً فقط ضمن الحدود المحددة دون السماح للسكان باختيار مواقعهم أو العودة إلى أراضيهم الأصلية.
وقالت مصادر محلية إن ميليشيات أراكان تعمل على الاستيلاء على قرى الروهينجا لصالح إنشاء مستوطنات جديدة للبوذيين، وهي نفسها السياسة التي سبق أن اتبعها جيش ميانمار (المجلس العسكري).
وكانت قرية “كيا كيات بيت كان بين” قد تعرضت للحرق في وقت سابق خلال الاشتباكات بين الميليشيات والمجلس العسكري، ما أدى إلى فرار سكانها الروهينجا إلى القرى المجاورة، بينما لا يزال كثير منهم يعيشون في أوضاع نزوح صعبة دون أي وضوح بشأن مستقبلهم.
وتشير منظمات حقوقية وتقارير ميدانية إلى أن الميليشيات تتبع أساليب مشابهة لتلك التي استخدمها الجيش الميانماري سابقاً، بما في ذلك حرق القرى، والاستيلاء على أراضي الروهينجا، ومحاولات إعادة تشكيل التركيبة السكانية عبر إنشاء مستوطنات جديدة للبوذيين على حساب السكان الأصليين من الروهينجا.

