وكالة أنباء أراكان
واصل جيش ميانمار (المجلس العسكري)، تنفيذ غارات جوية وقصف مدفعي استهدف مناطق مدنية في ولاية أراكان، عقب المجزرة التي ارتكبها بقصف مشفى مدينة “مروك يو” في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وقالت ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) إنها تسيطر على المناطق المستهدفة، وإن طائرات حربية تابعة للمجلس العسكري قصفت، فجر السبت، قرى في بلدتي “بوناغيون” و “راثيدونغ”، دون توفر حصيلة فورية للضحايا.
وأضافت الميليشيات، أن الطيران الحربي قصف، مساء الخميس، قريتين في بلدة “تشوكفيو”، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية مدنيين وإصابة عشرة آخرين، في مناطق تشهد اشتباكات بين الطرفين.
وبحسب مصادر محلية، فإن الضحايا في “تشوكفيو” كانوا من النازحين داخلياً الذين لجؤوا إلى القرى المستهدفة هرباً من القتال، قبل أن يلقوا حتفهم جراء الغارات الجوية.
وفي اليوم ذاته، أفاد سكان محليون، بأن زوارق حربية تابعة للمجلس العسكري قصفت مدينة “غوا” الخاضعة لسيطرة ميليشيات أراكان (البوذية الانفصالية) والمناطق المجاورة لها، بالتزامن مع غارات جوية نفذتها الطائرات الحربية.
كما ذكرت وسائل إعلام محلية في أراكان أن قاعدة عسكرية تابعة للمجلس العسكري في مدينة “سيتوي” قصفت، مساء الجمعة، جزيرة قبالة سواحل بلدة راثيدونغ.
وتأتي هذه الهجمات في وقت يواجه فيه المجلس العسكري إدانات دولية واسعة على خلفية القصف الجوي الذي استهدف مشفى مروك يو العام، الأربعاء الماضي، وأسفر عن مقتل أكثر من 30 مدنياً من مرضى ومرافقين وكوادر طبية، بينهم رضيع، إضافة إلى إصابة أكثر من 70 آخرين.
وأظهرت صور من موقع القصف وجود نساء بين القتلى، في حين زعم المجلس العسكري، السبت، أن المشفى كان “قاعدة عسكرية” تابعة لميليشيات أراكان وحلفائها، وأن القتلى “مقاتلون وداعمون لهم”، نافياً استهداف المدنيين.
وقال المجلس العسكري، إنه سيواصل ما وصفه بـ”العمليات المضادة للإرهاب” في ولاية أراكان، وفق قواعد الاشتباك.
وفي تعليق سابق، وصف متحدث باسم ميليشيات أراكان، القصف الجوي على مشفى مروك يو بأنه “جريمة حرب شنيعة”، مؤكداً أن المشفى كان يقدم خدمات طبية للمدنيين ولم يكن هدفاً عسكرياً.
ودعت منظمات دولية والأمم المتحدة إلى فتح تحقيق مستقل في الهجوم على المشفى، محذّرة من أن الغارات الجوية قد ترقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن المجلس العسكري كثّف استهدافه للمناطق المدنية في ولاية أراكان خلال الأشهر الأخيرة، في ظل تراجع نفوذه الميداني.
وأفادت ميليشيات أراكان، بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الصين مع “جيش تحرير تانغ الوطني” في أواخر أكتوبر الماضي، أتاح للمجلس العسكري إعادة توجيه موارده العسكرية نحو تصعيد هجماته في أراكان.
وبحسب إحصاءات أعلنتها ميليشيات أراكان، قُتل أكثر من 1,150 مدنياً وأصيب أكثر من 2,150 آخرين جراء القصف الجوي والمدفعي في ولاية أراكان منذ نوفمبر 2023.
وكانت ميليشيات أراكان قد وسّعت عملياتها العسكرية في غربي ميانمار منذ 13 نوفمبر 2023، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة في ولاية أراكان، إضافة إلى بلدة “باليتوا” في ولاية تشين المجاورة، ولا تزال تحاول السيطرة على مدينة “تشوكفيو”، التي تضم مشروعات صينية كبرى، وكذلك مدينة “سيتوي”، عاصمة الولاية.

