وكالة أنباء أراكان | خاص
بعد فضح محاولة ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) للتنصل من اتهامات قتل 600 شخص من الروهينجا بمدينة “بوثيدونغ” عبر إلصاق التهمة بجهات أخرى، قدم المتحدث باسم الميليشيا سيناريو جديد للأحداث بهدف إنكار تورط الميليشيا في قتل سكان الروهينجا.
وفي مؤتمر صحفي، الاثنين، قدم المتحدث باسم ميليشيات أراكان البوذية “يو خاينغ ثو خا” سيناريو جديد للأحداث بقرية “تان شوك خان” التي شهدت المذبحة، ينفي فيه انتماء الجثث للروهينجا من الأساس، زاعماً أنها تعود لجنود جيش ميانمار الذين قتلتهم قوات الميليشيا خلال الاشتباكات التي جرت العام الماضي.
وقال المتحدث إن قرية “تان شوك خان” شهدت قتالاً مكثفاً مع جيش ميانمار لمدة ثلاثة أيام قتل فيها أكثر من 200 من جنود جيش ميانمار، موضحاً أن الجثث تعود لهؤلاء الجنود وأن جيش ميانمار دفنهم في مجموعات بالعشرات في تلك المناطق وأن الجثث لا تعود للروهينجا بالأساس.
وصرح أحد سكان الروهينجا لوكالة أنباء أراكان قائلاً “كما هو الحال دائماً، تحرف ميليشيات أراكان البوذية الحقيقة في محاولة لتصوير مذبحة المدنيين الروهينجا على أنها قتل جنود جيش ميانمار في المعركة، وهم بذلك يحاولون التهرب من المساءلة عن الإبادة الجماعية العرقية، ولكن في يوم من الأيام سيُضطرون إلى تحمل المسؤولية”.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام قليلة من محاولة ميليشيات أراكان البوذية إجبار سكان قرية “ثين تاونغ” القريبة من قرية “تان شوك خان” على تسجيل مقاطع فيديو وتوقيع بيانات تحت الضغط يتهموا فيها جيش ميانمار بالمسؤولية عن مذبحة الروهينجا، فيما عكف على إزالة الهياكل العظمية وحرق الجثث لطمس الأدلة.
وقد تم مؤخراً اكتشاف 600 جثة أكد سكان محليون أنها تعود للروهينجا الذين قُتلوا في المذبحة على يد الميليشيات خلال اقتحامها القرية في 2 مايو 2024، ونشرت صور عديدة توثق المذبحة، كما ظهرت شهادات حية لمن عاصروا المذبحة وشهدوا مقتل أفراد أسرهم على يد الميليشيات.
وشهدت المذبحة جمع القرويين ومصادرة ممتلكاتهم ثم قتلهم، وقد قُتل بعضهم رمياً بالرصاص لكن معظمهم قتلوا ذبحاً قبل أن تحرق الميليشيات القرية وتلقي بأعداد من السكان من بالغين وأطفال أحياءًا في منازل محترقة، وقد تم حرق جثث ضحايا الروهينجا ودفنت الجماجم والعظام في الأرض.
وفي المؤتمر ذاته، زعم متحدث ميليشيات أراكان البوذية مقتل 920 وإصابة 1950 واعتقال 947 من سكان الراخين على يد جيش ميانمار منذ استئناف القتال بين الجانبين في نوفمبر 2023.