وكالة أنباء أراكان
يعاني ضحايا الألغام الأرضية في ولاية أراكان غربي ميانمار من صعوبات حادة في الحصول على أطراف صناعية، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان)، وسط قيود أمنية ونقص في الموارد الطبية.
وذكر تقرير نشره موقع “نارينجارا”، أن انفجارات الألغام الأرضية بين يناير وأغسطس 2025 أسفرت عن مقتل 17 مدنياً وإصابة 71 آخرين، مشيراً إلى أن الكثير من المصابين فقدوا أطرافهم ويحتاجون بشكل عاجل إلى دعم بالأطراف الصناعية للبقاء على قيد الحياة.
وقال كو أونغ مين سو، عامل خيري في بلدة راثيدونغ، إن محاولاتهم للتواصل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) خلال موجات العنف الأخيرة باءت بالفشل بسبب انقطاع الاتصالات، ما ترك الضحايا دون مساعدات أساسية، موضحاً أن حرمانهم من الأطراف الصناعية أثر على قدرتهم على العمل، وإعالة أسرهم، وإرسال أطفالهم إلى المدارس.
وأشار متطوع الإغاثة “كو واي هين أونغ” إلى أن نقص الموارد وصعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية يضاعفان معاناة الضحايا، لافتاً إلى أن الألغام التي زرعها جنود مجلس ميانمار العسكري أعاقت وصول سكان المناطق الريفية إلى الموارد الأساسية في الغابات والجبال.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سيتوي قد قدمت في السابق أطرافاً صناعية ووسائل مساعدة على الحركة للمتضررين من الألغام، غير أن الحصار المفروض من قوات جيش ميانمار على الطرق حدّ من وصول المساعدات الطبية، ما حرم العديد من الضحايا من العلاج الضروري.
وأكد ناشطون أن تدهور الأوضاع الإنسانية في ولاية أراكان يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لضمان وصول المساعدات الطبية والأطراف الصناعية إلى المحتاجين وإنهاء معاناة ضحايا الألغام الأرضية.
وكثُرت حوادث الألغام خلال الفترة الأخيرة خاصة في ولاية أراكان، ما دفع السكان للمطالبة بضرورة بذل الجهود لإزالة الألغام غير المنفجرة بمختلف أنحاء الولاية، بعدما حصدت أرواح الكثيرين.
ومن بين الحوادث، وفاة شاب يدعى “سيدو رون” بعدما داس على لغم أثناء توجهه إلى موقع الصيد بقرية “شيكا فاار” بمدينة مونغدو، وكذلك وفاة رجل روهنجي يدعى “منصور علام”، بعدما داس على لغم أثناء رعي ماشيته بقرية “مينغالارجي” بمدينة مونغدو، وسبقه مراهقان بإصابات بالغة بينهما فتاة تعرضت لبتر في الساق.
كما قتل شخص جراء انفجار قنبلة بمدينة “تاونغوب”، وفقدان طفلة إحدى ساقيها في بلدة “ميبون” بعدما خطت على لغم أرضي، فيما أسفر انفجار آخر وقع بقرية “يانكهور” في “تاونغوب” عن وفاة مراهق وإصابة آخر.
وتعد ولاية أراكان مسرحاً للقتال المتجدد بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي)، الذي أطلق حملة عسكرية في نوفمبر 2023 للسيطرة على الولاية، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الروهينجا داخلياً ومعاناتهم للحصول على الغذاء والمؤن، بالإضافة إلى فرار مئات الآلاف الآخرين باتجاه بنغلادش هرباً من العنف والاضطهاد.