جيش أراكان يرفض السماح للروهينجا بفتح ورعاية مسجد تاريخي في أراكان

سكان من الروهينجا خلال عملية تنظيف وترميم المسجد التاريخي عند السماح بفتحه في أبريل 2024 (صورة: ANA)
سكان من الروهينجا خلال عملية تنظيف وترميم المسجد التاريخي عند السماح بفتحه في أبريل 2024 (صورة: ANA)
شارك

وكالة أنباء أراكان | خاص 

أفادت مصادر محلية بولاية أراكان غربي ميانمار بأن جيش أراكان (الانفصالي) المسيطر على الولاية رفض مراراً مطالب الروهينجا السماح لهم بإعادة فتح وترميم مسجد تاريخي بمدينة “مونغدو” يعود عمره لمئتي عام.

وقال أحد سكان “مونغدو” لوكالة أنباء أراكان إن المسجد الرئيسي المعروف محلياً باسم “مسجد مونشي”، نسبةً لبانيه، يعد جزءاً من تاريخ وتراث مسلمي الروهينجا في أراكان، مضيفاً أن السكان يرغبون فقط في السماح لهم بالاعتناء بالمسجد بأنفسهم في ظل التدهور المستمر لحالته ووجود جنود تابعين لجيش أراكان به.

سكان من الروهينجا خلال عملية تنظيف وترميم المسجد التاريخي عند السماح بفتحه في أبريل 2024 (صورة: ANA)
سكان من الروهينجا خلال عملية تنظيف وترميم المسجد التاريخي عند السماح بفتحه في أبريل 2024 (صورة: ANA)

وأوضح مراسل وكالة أنباء أراكان أن المسجد ظل مغلقاً أمام المصلين منذ أحداث العنف العرقي في عام 2012، وأعاد جيش ميانمار فتحه في أبريل من العام الماضي إلا أنه أُغلق مجدداً عندما سيطر جيش أراكان على المدينة وأجبر السكان على النزوح، ولم يسمح جيش أراكان بإعادة فتحه رغم عودة النازحين للمدينة ويستمر في إغلاقه والتمركز به ومنع الوصول إليه.

وأوضح السكان أنه رغم طلباتهم الرسمية المتعددة لتنظيف المسجد وإعادة فتحه، ومن بينها طلب رسمي في أبريل الماضي، رفض جيش أراكان فتح المسجد رغم أن المسؤول المحلي في جيش أراكان منح السكان إذناً شفهياً بتنظيف المسجد.

وتابع السكان أن جنود جيش أراكان حينها اعترضوا طريقهم عند وصولهم إلى موقع المسجد بدعوى وجود أوامر من رئيس استخبارات جيش أراكان بمنعهم، وأخبروهم أنه لن يسمح لهم بفتح المسجد إلا بعد صدور أمر رسمي مكتوب منه.

سكان من الروهينجا خلال عملية تنظيف وترميم المسجد التاريخي عند السماح بفتحه في أبريل 2024 (صورة: ANA)
سكان من الروهينجا خلال عملية تنظيف وترميم المسجد التاريخي عند السماح بفتحه في أبريل 2024 (صورة: ANA)

وأكد السكان لوكالة أنباء أراكان أن حالة المسجد مستمرة في التدهور حيث بدأت الجدران في التآكل وانتشرت النباتات والحشائش وتراكمت القمامة في المنطقة المحيطة، وأن المسجد يتعرض لانتهاكات من قبل جنود جيش أراكان تشمل النوم هناك ليلاً والمشي في فنائه دون خلع أحذيتهم، كما عثر على كتابات مهينة  تستهدف الهوية الدينية والعرقية للروهينجا على جدرانه.

ويعد المسجد الواقع في الجناح الثاني بمدينة “مونغدو” أحد أقدم المواقع الدينية وأكثرها أهمية تاريخياً لشعب الروهينجا، كما يعد القلب الروحي والثقافي للمجتمع، ويؤكد المراقبون على الحاجة الملحة لإقامة حوار بين المجتمعات المحلية والقيادة العليا لجيش أراكان لتحديد مستقبل هذا المسجد التاريخي وحمايته كموقع تراثي ثقافي وديني حيوي.

ومؤخراً حول جيش أراكان مسجداً في مدينة “بوثيدونغ” إلى مكتب عسكري يضم مركز احتجاز، كما استخدم 4 مساجد مهجورة كمراكز لتجنيد مقاتلين جدد، وطالب الروهينجا خلال الأيام الماضية سلطات جيش ميانمار بالسماح لهم بتنظيف مسجدهم التاريخي “جامعي” الواقع بمدينة “سيتوي” عاصمة الولاية وأداء الصلاة فيه، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض.

ويعاني الروهينجا تحت حكم جيش أراكان من انتهاكات واسعة منذ أحكم سيطرته على الولاية بعدما أطلق حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة عليها، وتعرض الروهينجا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.