جيش أراكان يختطف أطفالاً من الروهينجا في بلدة بوثيداونغ

"سيف الرحمن" وعائلته، الذين قالوا إنهم فروا من بلدة بوثيداونج في ميانمار إلى بنغلادش، يتجولون في مخيم للاجئين في كوكس بازار، 25-6- 2024 (صورة: رويترز)
شارك

وكالة أنباء أراكان | خاص

أفادت مصادر محلية باختطاف جيش أراكان الانفصالي (AA) أطفالاً من الروهينجا، دون سن 12 عاماً، من بلدة بوثيداونغ بولاية أراكان غربي ميانمار، الأسبوع الماضي.

وقال الناشط الروهنجي محمد رفيق، لوكالة أنباء أراكان، إنه تلقى معلومات من عائلة روهنجية في قرية “فون نيو ليك” التابعة لبلدة بوثيداونغ، حيث أفادت سيدة أن “طفلها الذي لم يتجاوز 12 عاماً تم اختطافه من قبل جيش أراكان بدون سبب واضح”.

ونقل رفيق عن السيدة قولها: “عندما وصل جيش أراكان في الليل، كان كبار السن والشباب قد لجأوا إلى مكان آخر، وعندما لم يجدوهم، قاموا باختطاف طفلي، كما اختطفوا طفلاً آخر من منزل قريب”.

ويأتي ذلك مع استمرار الانتهاكات التي يقوم بها جيش أراكان ضد الروهينجا في أراكان، بما في ذلك اختطاف الشبان وتجنيدهم قسرياً في صفوفه للقتال ضد جيش ميانمار، حيث يسعى للسيطرة على ولاية أراكان منذ بدء المعارك في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.

وقال رفيق: “هناك مشكلة أخرى خطيرة تتمثل باعتقال جيش أراكان الروهينجا واتهامهم بارتباطات مع مجموعات مسلحة مثل “جيش إنقاذ الروهينجا في أراكان” (ARSA)، ومنظمة التضامن مع الروهينجا (RSO)، و”جيش روهينجا أراكان” (ARA)، مشيراً إلى أن “المعتقلين يتعرضون للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، حيث يموت العديد منهم أثناء الاحتجاز”.

وذكرت مصادر، لوكالة أنباء أراكان، أن “معظم المعتقلين يتم احتجازهم في سجن بوثيداونغ، ويتم الحكم على العديد من المثقفين وقادة المجتمع والشباب بفترات سجن طويلة بتهم ملفقة، ويُحرم السجناء من الطعام والرعاية الطبية، ويتعرضون للتعذيب والعمل القسري، كما أن بعضهم يموت من الجوع في السجن”.

وضع مأساوي وأعمال قسرية 

وفي سياق متصل، قالت مصادر محلية إن الوضع في بوثيداونغ أصبح مأساوياً بعد قيام  جيش أراكان بتقييد الحركة بين القرى، وفرض الحصول على موافقة لأي شخص يحتاج إلى السفر بشكل عاجل، لافتة إلى أن هذه الموافقة قد تكلف أكثر من مائة ألف “كيات”، كما أن الناس عاطلين عن العمل، وليس لديهم مصدر دخل، ويضطرون لشراء سلع بأسعار مرتفعة من مجتمع “الراخين”.

وأكدت المصادر أنه لا توجد أي منظمات إنسانية تعمل في بوثيداونغ، وحتى الجالية الروهنجية حول العالم لم تتمكن من تقديم الدعم الكافي، وأن معظم الناس يكافحون للعثور على الطعام ويواجهون خطر الجوع، وكملاذ أخير، يخطط العديد منهم للفرار إلى بنغلادش”.

من جهة ثانية، يُجبر جيش أراكان ما لا يقل عن 50 شخصاً من الروهينجا من كل قرية على العمل القسري (السخرة) كل يوم، ويعمل هؤلاء من الفجر حتى الليل دون أي أجر ويتعرضون للإساءات اللفظية والجسدية، ويتم التعامل معهم مثل “العبيد”، وفق المصادر.

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أفادت مصادر محلية باختطاف جيش أراكان ما لا يقل عن 17 من الروهينجا من بلدتي “بوثيداونغ” و”هبا يون تشاونج” في ولاية أراكان غربي ميانمار، لتجنيدهم قسراً في صفوفه.

ومنذ أن سيطر جيش أراكان على بلدة بوثيداونغ في مايو/ أيار 2024، قتل أكثر من 2000 مدني من الروهينجا، وأحرق عشرات القرى، واختطف مئات الروهينجا من الشباب وكبار السن، وفقاً لتقارير لمنظمات حقوقية، محلية ودولية، وناشطين من الروهينجا.

شارك

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.