انتشار الذعر جراء تصاعد عمليات الاعتقال من قبل ميليشيات أراكان

أحد ميادين مدينة "بوثيدونغ" الواقعة في ولاية أراكان غربي ميانمار (صورة: The Irrawaddy)
أحد ميادين مدينة "بوثيدونغ" الواقعة في ولاية أراكان غربي ميانمار (صورة: The Irrawaddy)
شارك

وكالة أنباء أراكان | خاص

أعرب سكان الروهينجا في قرى مدينة “بوثيدونغ” بولاية أراكان غربي ميانمار عن مخاوفهم جراء تصاعد التهديدات وعمليات الاعتقال والاحتجاز القسري من قبل ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) المسيطرة على الولاية.

وقال السكان في قرى عديدة إن عمليات الاعتقال التي تنفذها الميليشيات شهدت تصاعداً كبيراً منذ بداية الأسبوع الجاري، حيث تم إلقاء القبض على أكثر من عشرين شخصاً من قرى عديدة دون توضيح أسباب للاعتقال أو معرفة أماكن احتجازهم.

وأوضح السكان لوكالة أنباء أراكان أنه تم اعتقال عشرة أشخاص من قرية “هبون نيو ليك” بداية الأسبوع الجاري دون توضيح أسباب فيما يخشى السكان من تعرض المعتقلين للإساءات والانتهاكات حيث لا يُعرف موقع احتجازهم.

ومنذ ذاك الحين، وردت تقارير عن مزيد من حالات الاعتقال في القرى القريبة شملت اعتقال ثلاثة أشخاص من قرية “كين تونغ”، وأربعة آخرين من قرية “ثين تونغ” خلال مداهمة ليليلة، فيما أفاد السكان في قرية “دو دونغ” باعتقال العديد من الشباب من أجل استجوابهم وقد أكد الشهود أن عدد المعتقلين من القرى قد تجاوز 20 شخصاً حتى الآن.

ووفق السكان، عادةً ما تعزي الميليشيات عمليات الاعتقال إلى اتهامات بكسر حظر التجوال الليلي، فيما يؤكد السكان أنهم يضطرون في بعض الأحيان لمغادرة منازلهم من أجل الضرورات مثل الحصول على المساعدة الطبية أو قضاء احتياجات أسرهم.

وقال أحد سكان قرية “دو دونغ” لوكالة أنباء أراكان “حتى في حالات الطوارئ لا يستمعون، وإذا أمسكوا بأحدهم في الخارج فإنهم يلقون القبض عليه”، كما قال أحد قرويي “هبون نيو ليك”: “سمعنا أيضاً من أقاربنا في تيتو بوك أن جيش أراكان اعتقل بعض الشباب الأسبوع الماضي..هذا يحدث في كل مكان، إنهم يستهدفون قرانا واحدة تلو الأخرى ونعيش في خوف ننتظر دورنا”.

لحظات مفزعة

وروى السكان أن جنود ميليشيات أراكان يدخلون القرى بشكل متكرر وأحياناً في وقت متأخر من الليل ويستجوبون السكان ويطالبون العائلات باتباع الأوامر، وفي عدة حالات أجبر الجنود الأسر على التجمع في مركز القرية ما يجعل النساء والأطفال وكبار السن في حالة من الذعر.

وقال أحد القرويين في “كين تونغ” إنه شهد إحدى  عمليات الاعتقال حيث جاء جنود الميليشيات ليلاً وحاصروا عدة منازل واعتقلوا شابين، وأضاف “كانت الأمهات تبكي أمام الجميع، ولا يزال الأطفال يستيقظون خوفاً عندما يسمعون خطوات أقدام في الخارج”.

كما قالت عائلات إنها تتجنب إرسال أطفالها إلى الخارج بعد حلول الظلام، وامتنعت بعض النساء عن الذهاب إلى الأسواق خوفًا، وأوضح أحد سكان “ثين تونغ”: “نعيش كسجناء، في أي يوم قد يأتون ويأخذون أبناءنا أو أزواجنا أو حتى كبارنا”.

ويعاني الروهينجا تحت حكم ميليشيات أراكان من انتهاكات واسعة منذ أحكمت سيطرتها على الولاية بعدما أطلقت حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة عليها، وتعرض الروهينجا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.