وكالة أنباء أراكان | خاص
أكد سكان الروهينجا في مختلف قرى مدينة “بوثيدونغ” بولاية أراكان غربي ميانمار معاناتهم من أزمة صحية خطيرة جراء النقص الحاد في الرعاية والمستلزمات الطبية، وذلك بسبب القيود المفروضة من قبل ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) المسيطرة على الولاية.
ويعاني السكان في قرى “كين تونغ” و”ثين تونغ” و”هبون نيو ليك” وغيرها من القرى القريبة جراء شح الأدوات والعلاجات الطبية في العيادات المحلية، ما يضطر المرضى ذوي الحالات الحرجة للسفر في رحلات شاقة إلى مدينتي “راثيدونغ” أو “مونغدو”.
وقال السكان إن قراهم تضم فقط عيادات صغيرة غير قادرة على تقديم علاجات للأمراض البسيطة مثل الحمى والإسهال والإصابات البسيطة أو العدوى التنفسية، فيما يحرم أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر والقلب وغيرها من الحصول على الرعاية الدورية، وتندر أو تغيب كلياً حملات تطعيم الأطفال.
كما أضاف أحد سكان قرية “هبون نيو ليك” لوكالة أنباء أراكان “نعتمد على الأدوية القديمة الموجودة في المنزل، وإذا أصيب شخص ما بحمى خطيرة أو عدوى، فليس أمامنا خيار سوى السفر بعيداً”، وأضاف أحد سكان قرية “كين تاونغ” أن ميليشيات أراكان تتحكم في الحركة والغذاء والرعاية الصحية، وقال “لا يمكننا الزراعة أو الصيد ولا السفر لتلقي العلاج، كل يوم هو معركة من أجل البقاء”.
ويعد السفر إلى “راثيدونغ” أو “مونغدو” أمراً صعباً إذ تبلغ المسافة ما بين 25 إلى 35 كيلو متراً وتستغرق ما بين ساعتين إلى ثلاثة ساعات بالدراجة النارية، وقد تمتد إلى أكثر من أربع ساعات سيراً على الأقدام أو بوسائل بدائية بسبب نقاط التفتيش التابعة لميليشيات أراكان وحظر التجول، كما أفاد القرويون بأنهم أُجبروا على دفع رسوم أو رشاوى عند نقاط التفتيش، تتراوح بين 3000 و10000 كيات (1 إلى 4 دولارات أمريكية)، وهو مبلغ لا تستطيع العديد من العائلات تحمله.
وتعد النساء والأطفال وكبار السن من أكثر الفئات تضرراً جراء نقص الرعاية الصحية، حيث أبلغت النساء عن ولادات منزلية دون مساعدة، ولم يتلق كبار السن العلاج من أمراض مزمنة، فيما ازداد سوء التغذية بين الأطفال بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والقيود المفروضة على الزراعة وصيد الأسماك، مما يزيد من تعريض صحتهم للخطر.
وباتت الأسر مجبرة على الاعتماد على العلاجات المنزلية أو استعارة الأدوية من الجيران أو القيام برحلات محفوفة بالمخاطر إلى بلدات بعيدة، كما يحمل بعض القرويين المرضى على نقالات لساعات عبر تضاريس وعرة، وهي ممارسة خطيرة غالباً ما تؤدي إلى تدهور الأوضاع الصحية للمرضى.
وقد حذرت المنظمات الإنسانية سابقاً من تطور الأزمة الصحية في شمال أراكان، ولفتت إلى محدودية الوصول إلى العيادات والأدوية وحملات التطعيم كعوامل تدفع المجتمعات إلى حافة الكارثة.