الألغام تمنع نازحي الروهينجا من العودة لمنازلهم في أراكان

روهنجيون يفرون من القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان بالقرب من الحدود بين بنغلادش وميانمار في منطقة كوكس بازار، بنغلادش، 6 فبراير/شباط 2024 (صورة: AP)
شارك

وكالة أنباء أراكان

أكد عدد من لاجئي الروهينجا في بنغلادش أن الألغام المزروعة بكثافة في مدينة “مونغدو” بولاية أراكان غربي ميانمار حالت بين عودتهم إلى منازلهم التي نزحوا منها جراء القتال، فيما يؤكد بعضهم أنها زُرعت لهذا الهدف بالأساس.

وقالت لاجئة روهنجية في بنغلادش تدعى نور لصحيفة “ذا ديلي ستار” البنغلادشية إنها تعرضت لبتر في الساق اليمنى وأصيب أخويها في انفجار لغم زرع بمدخل منزل أسرتها الذي حاولت العودة إليه بعد شهور من اندلاع القتال في “مونغدو”.

وأوضحت الشابة البالغة من العمر 23 عاماً أن أسرتها فرت من القرى مثل الكثيرين في أغسطس 2024 إلى منطقة غابات قريبة إثر احتدام القتال بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان)، واختبئت هناك لشهور قبل أن تحاول العودة للمنزل في فبراير الماضي بعد إعلان الميليشيات سيطرتها على المدينة في ديسمبر 2024.

إلا أن أحلام الأسرة تحطمت عندما حاولت الاقتراب من مدخل المنزل فانفجر لغم مخبأ هناك ما أدى لإصابة نور وشقيقيها بإصابات بالغة، وقالت نور “وضعت الألغام حول الكثير من المنازل بعدما فررنا من القرية، والآن الناس خائفون بشدة من العودة”، مضيفةً أن السكان على يقين من أن الألغام وضعت بهدف منع عودة الروهينجا النازحين.

وبعد الحادث، فرت نور وأسرتها من أراكان باتجاه بنغلادش ويعيشون في المخيمات هناك منذ منتصف فبراير من العام الجاري.

من المسؤول؟

أفادت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في نوفمبر الماضي أن جيش ميانمار يواصل نشر الألغام الأرضية المحظورة المضادة للأفراد في جميع الولايات رغم الحظر الدولي في إطار الصراع، فيما صرح العديد من مسؤولي جيش ميانمار بأن ميليشيات أراكان تزرع الألغام في ولاية أراكان لمنع الروهينجا من العودة إلى ميانمار ولفرض السيطرة على طرق التجارة غير الرسمية، وقد قال العديد من الروهينجا إنهم اضطروا لدفع رسوم من أجل عبور الحدود.

وتفيد السلطات البنغلادشية بأن حوادث انفجارات الألغام على الحدود بين البلدين شهدت تزايداً كبيراً على مدار العامين الماضيين، ففي الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، أصيب ما لا يقل عن 18 شخصاً هم 17 بنغلادشياً وروهنجياً واحداً في انفجارات ألغام أرضية على الجانب الميانماري من الحدود، وقُتل اثنان من الروهينجا وجُرح ستة آخرون العام الماضي، بينما أصيب خمسة أشخاص في عام 2023.

ووفق مؤشر رصد الألغام لعام 2024، تصنف ميانمار كأخطر دولة في العالم من حيث ضحايا الألغام الأرضية، حيث سُجلت 1003 حالات وفاة أو إصابة بين المدنيين في عام 2023، أي ما يقترب من ثلاثة أضعاف الرقم المسجل في عام 2022، كما سجلت 692 إصابة بين المدنيين، من بينهم العديد من الأطفال في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، ويعتقد الخبراء أن العدد الفعلي للضحايا أعلى بكثير.

وفي نوفمبر 2023، أطلقت ميليشيات أراكان البوذية حملة عسكرية ضد جيش ميانمار للسيطرة على ولاية أراكان، وتمكن بالفعل من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وطالت نيران الصراع الروهينجا بالعنف والاضطهاد والتهجير والتجنيد القسري.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.