وكالة أنباء أراكان | خاص
شهد الروهينجا في مدينة “مونغدو” بولاية أراكان غربي ميانمار مراسم إعادة افتتاح “المسجد الكبير” بعدما ظل مغلقاً لمدة 13 عاماً، وسط رفض مستمر من ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) لإعادة فتحه.
وأفادت مصادر محلية لوكالة أنباء أراكان بأن الافتتاح الذي تم الجمعة خلق شعوراً عاماً بالراحة بين السكان المحليين، وقد قال أحدهم “هذا المسجد جزء من هويتنا، وقدرتنا على دخوله الآن بعد فترة طويلة من إغلاقه تثير لدينا مشاعر عميقة”.

ويعود تاريخ إنشاء المسجد لقرابة 200 عام ويعرف أيضاً باسم “مسجد مونشي”، نسبةً لبانيه ويعد جزءاً من تاريخ وتراث مسلمي الروهينجا في أراكان، وقد تم إغلاقه في 2012 بسبب أعمال العنف، وظل مغلقاً تحت سلطة الحكومات المتعاقبة في ميانمار قبل أن يعاد افتتاحه لفترة وجيزة في 2024، إلا أنه أغلق مجدداً مع سيطرة ميليشيات أراكان على مدينة “مونغدو” كلياً في ديسمبر من العام الماضي.
وأعيد افتتاح المسجد في مراسم نظمتها ميليشيات أراكان بحضور عدد من أذرعها الإعلامية، إلا أن السكان يؤكدون أن فرحتهم ينغصها مشاعر القلق التي يعيشونها جراء القيود التي تفرضها عليهم الميليشيات من الاعتقال والاحتجاز القسري ومصادرة الممتلكات وتقييد التحركات داخل القرى وبينها كما يتم تقييد الحريات الأساسية من ملكية واستخدام الهواتف المحمولة.
وكان الروهينجا أطلقوا نداءات عديدة خلال الشهور الماضية من أجل السماح لهم بتنظيف المسجد وتنظيفه والاعتناء به وسط تدهور حالته حيث بدأت الجدران في التآكل وانتشرت النباتات والحشائش وتراكمت القمامة في المنطقة المحيطة، وإضافةً إلى تعرضه لانتهاكات من قبل جنود ميليشيات أراكان.
وتواجه الميليشيات أيضاً اتهامات ارتكاب مجازر واختفاءات قسرية وعمليات نزوح قسري ممنهجة لسكان قرى الروهينجا وتوطين عائلات عرق الراخين في مسكانهم، وهي الممارسات التي يصفها ممثلو الروهينجا بأنها محاولات للقضاء نهائياً على وجودهم في المنطقة، وتسلط إعادة فتح مسجد مونغدو الكبير الضوء على الواقع المعقد الذي تواجهه مجتمعات الروهينجا الخاضعة لسيطرة ميليشيات أراكان.
ومؤخراً حول جيش أراكان مسجداً في مدينة “بوثيدونغ” إلى مكتب عسكري يضم مركز احتجاز، كما استخدم 4 مساجد مهجورة كمراكز لتجنيد مقاتلين جدد.
ويعاني الروهينجا تحت حكم ميليشيات أراكان من انتهاكات واسعة منذ أحكمت سيطرتها على الولاية بعدما أطلقت حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة عليها، وتعرض الروهينجا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.